القائمة الرئيسية

الصفحات

رحمة ضياء تكتب: رحلتي مع النقشبندي (1).. منام السيد البدوي


لم تكن الرحلة سهلة لكنها كانت ممتعة، كلما تعمقت فيها انفتح باب جديد من أبواب النقشبندي المغلقة، حين أدخله أرى ملمحا مختلفا من شخصية الشيخ سيد حتى تكونت لدى صورة واضحة، حاولت أن أنقلها للقارىء في روايتي، بكل حب وصدق، كما تراءت لي بعين الحقيقة أحيانا، وبعين الخيال أحيانا أخرى.


سأشارككم بعض تفاصيل هذه الرحلة خلال سلسلة أسبوعية تنشرها "مكتبة وهبان" على مدار رمضان. الشهر المرتبط في وجداننا بصوت النقشبندي، حتى بات من علامته المميزة.


بدأت الرحلة بحلم؛ قبل أن أفكر في كتابة رواية عن النقشبندي، رأيت في المنام أنني أزور طنطا، كنت أرتدي الكمامة بينما أقف على عتبات السيد البدوي المغلقة بسبب الجائحة، ولا أفهم ما الذي جاء بي إليها في هذا الوقت القلق، بعدها بأيام كنت أفكر بصوت عال مع الكاتب الصحفي محمد توفيق، الأب الروحي لي في عالم الصحافة والكتابة، في شخصية اختارها للكتابة عنها، ونصحني أن اختار من أحبه كثيرا حتى أتحلى بالصبر والدأب اللازم لتتبع رحلته، وانساب اسم النقشبندي من فمي دون تفكير، وبعد أن نطقت به شعرت أن هذه الرحلة مقدرة لي، وتذكرت حلمي، فتشجعت أكثر لهذه العلامة، وكأنما يمنحني الشيخ سيد مباركته لأقطع الرحلة الطويلة.


نرشح لك: بخصم 50%.. storytel تقدم عرضا لمحبي الكتب الصوتية خلال رمضان


وإذا كنتم تتساءلون عن علاقة طنطا بالشيخ سيد النقشبندي، فبدأت أيضا برحلة طويلة، قطعها من طهطا في محافظة سوهاج، حيث شب وتزوج وأنجب بناته وأولاده ليلى وفاطمة وأحمد ومحمد، وحصد صوته شهرة واسعة في محافظات الجنوب، ثم بسبب حلم راوده في المنام، قرر أن ينقل حياته وعالمه بأكمله إلى طنطا، ويبدأ من جديد.


قيل إنه رأى في الحلم السيد البدوي يدعوه ليسكن إلى جواره، فلبى النداء، ولآخر يوم في حياته رفض أن يترك طنطا رغم عمله لاحقا في الإذاعة، واحتياجه للسفر بشكل شبه يومي إلى القاهرة.


والمصادفة التاريخية، التي وقفت مدهوشة أمامها طويلا، وأنا أقرأ عن حياة السيد البدوي، أنه جاء من المغرب إلى "طندتا- طنطا قديما" بسبب هاتف يأمره أن يشد الرحال إليها، ويجعل منها مقاما له.


وكأن في هذه البلدة نداهة أسميتها تندرا "نداهة طندتا"، تجذب الناس إليها من كل الدنيا، وتأبى أن يفارقونها مهما كانت المغريات.

كان هذا هو الباب الأول، وبعدها انفتحت الأبواب تباعا..




author-img
أنا إسلام وهبان، مؤسس مدونة "مكتبة وهبان" وقد أطلقتها لمحاولة استعادة دور المدونات الثقافية في نشر الوعي والتشجيع على القراءة ومتابعة كل ما يخص المشهد الثقافي والأدبي ومشاركة القراء اهتماماتهم وخبراتهم القرائية

تعليقات