حالة من الغضب انتابت العديد من الناشرين المصريين المشاركين بمعرض الرباط الدولي للكتاب، بعد افتتاح دورته الـ 30 بالعاصمة المغربية بسبب تأخر شركة الشحن في توصيل شحناتهم من الكتب رغم مرور 5 أيام على انطلاق المعرض.
بدأت بوادر الأزمة عندما قام اتحاد الناشرين المصريين قد أعلن في بيان له في 15 فبراير الماضي، عن تعاقده مع شركة البراق للاستيراد والتصدير لشحن إصدارات الناشرين المصريين المشاركين في معرض الرباط الدولي للكتاب، لكنه أعلن في بيان عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، في 9 إبريل الجاري، عن احتمالية تأخير الشحنة الأساسية وأنه قد تقرر تجميع شحنة طيران لتدارك الأمر تضم 10% من الشحنة الأساسية من إصدارات الناشرين المصريين المشاركين بالمعرض، على نفقة شركة البراق، مشيرا إلى أن الاتحاد يتابع الأمر عن كثب.
تفاقمت الأزمة بعد انطلاق الدور الـ 30 من المعرض، وظهور العديد من أجنحة دور النشر المصرية بأرفف فارغة دون كتب، مما دفع عدد من الناشرين المصريين من الإعراب عن استيائهم من تأخر شحناتهم بما في ذلك شحنة الطيران التي كانت شركة الشحن قد اعلنت عنها كإنقاذ للموقف لحين وصول باقي الشحنات.
من جانبه أعرب الناشر أحمد السعيد، رئيس مؤسسة بيت الحكمة للنشر، عبر حسابه الشخصي على فيس بوك، عن استيائه من تدهور الوضع التنظيمي وبلوغه لهذا المستوى الذي وصفه "بأنه اقرب للفضيحة"، بعد مشاركة وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، في افتتاح معرض الرباط الدولي للكتاب وظهور أجنحة دور النشر المصرية فارغة تماما، مشيرا إلى أن المسئولية كاملة تقع على اتحاد الناشرين المصريين الذي ألزم الجميع رسميا بشحن إصداراتهم عبر هذه الشركة، وأن شركة الشحن ليست طرفا مباشرا مع الناشرين في هذه الأزمة، مطالبا مسئولي الاتحاد بتحمل المسئولية وطرح حلول عادلة وفورية ومحاسبة المقصر.
تساءل "السعيد" عن معايير اختيار الاتحاد لهذه الشركة لشحن الكتب، خاصة أنها ليست الواقعة الاولى لها في تأخير الشحنات، وما هي تصورات الاتحاد حول مرتجعات الكتب بعد انتهاء المعرض، وما هي أسباب شحن 4 حاويات بدلا من 3، وهل تم شحن كتب لغير دور النشر المشاركة.
أما الناشرة الدكتورة فاطمة البودي، فطالبت عبر صفحتها على فيس بوك، بضرورة محاسبة المسئولين عن عدم وصول إصدارات دور النشر المصرية، مؤكدة أن هذه ليست المرة الأولى التي يصر الاتحاد فيها على التعامل مع هذه الشركة، مضيفة: "منظر الأجنحة الفاضي وغضب الناشرين من الخسارة المالية الجسيمة لا يجب أن يمر مرور الكرام. سمعة اتحاد الناشرين المصري على المحك".
مع تزايد حالة الغضب بين الناشرين المصريين أصدرت وزارة الثقافة المصرية بيانا، تؤكد فيه على متابعتها للأزمة واجتماعها بمسئولي الاتحاد لبحث أسباب الأزمة وتدعياتها ووضع آليات لضمان عدم تكرار المشكلة مرة أخرى. لافتا إلى أن وزير الثقافة المصري قد قام بالتنسيق مع السلطات المغربية المعنية لتسهيل خروج شحنة الكتب المصرية فور وصولها إلى الرباط خلال الأسبوع الجاري، بما يضمن مشاركتها في فعاليات المعرض دون مزيد من التأخير
أشار البيان إلى أن وزارة الثقافة تشدد على إيمانها بحرية واستقلالية الاتحادات المهنية في إدارة شؤونها، على أن يتم ذلك بما يصون صورة مصر الثقافية ويعكس مكانتها الريادية. كما تؤكد الوزارة التزامها بدعم الناشرين المصريين وتعزيز حضور الكتاب المصري في الساحة الثقافية العربية والدولية.
في سياق متصل قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين الدكتور فريد زهران، في تصريحات خاصة أن الاتحاد يتابع عن كثب الأزمة المتعلقة بتأخر شحنات كتب دور النشر المصرية المشاركة بمعرض الرباط الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن الأزمة بدأت عندما اخبرت شركة الشحن الاتحاد بأنه هناك تأخير سيحدث في وصول الشحنات وأرجعت ذلك تعرض المركب لسوء الأحوال الجوية، مؤكدا أن الاتحاد تحرك على الفور وأجبر الشركة على تنفيذ بند الشحن الجوي لـ10% من الشحنة الأساسية على حسابها، لحين وصول الشحنة البحرية.
أشار "زهران" إلى أنه قد تم بالفعل شحن عدد من الكراتين جويا، لكن لسوء الحظ لم تكن هناك أماكن كافية على الطائرات لشحن كل كتب الناشرين، لذا ظهرت بعض الأجنحة فارغة تماما في حين ظهرت أجنحة بعض الناشرين تضم عددا من الإصدارات، خاصة أن بعض الناشرين قد سحب عددا من إصداراتهم من المكتبات في المغرب لعرضها بالمعرض.
أضاف أنه سيتم محاسبة المسئولين عن هذه الأزمة، وسيجرى تحقيق معلن وشفاف بجميع الوقائع لمعرفة من المسئول، سواء بالتقصير أو الإهمال، خاصة أنها المرة الثالثة التي تتأخر فيها شحنات الكتب بمعرض الرباط، لافتا إلى أنه سيجري دراسة تعويض المتضررين من الناشرين المصريين ماديا.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك أو أرسل رسالة للكاتب