القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسلام بين تعصب العلمانية وتأخر السلفية.. قراءة في كتاب "العمامة المستنيرة" لـ أحمد محمد سالم


يوسف الشريف

كلنا نسمع منذ سنوات مصطلحات مثل "تجديد الفكر الديني" أو "تجديد الخطاب الديني" ولكن من منا فكر في ماهية هذا التجديد والتغيير؟ وهل هي المرة الأولى التي تطرح فيها تلك القضية والمناقشة في تاريخ مصر؟! 


في الكتاب الذي نتحدث عنه والذي يأتي تحت عنوان "العمامة المستنيرة.. تجديد الفكر الديني عند عبد المتعال الصعيدي"، وهو من تأليف الدكتور أحمد محمد سالم، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يقوم الكاتب باستعراض عدد من أهم أفكار واحد من هؤلاء المجددين وهو الإمام عبد المتعال الصعيدي.


لنعرف رأي الصعيدي في أهم القضايا التي لا تزال محل حوار وجدل مستمر حتى يومنا هذا، مثل الحجاب ونظرة المسلم إلى المختلف عنه في العقيدة والدين، ومفهوم الإيمان والإسلام، وما هي الطريقة المثلى للتقدم، وما هي أسباب التأخر.


التجديد سؤال دائم


الحقيقة أن محاولات التجديد والتغيير في الفكر الديني يمكن أن تعود إلى قرون بعيدة عنا كل البعد، لعل كتابات رفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد المتعال الصعيدي وعلي عبد الرازق وطه حسين وغيرهم من الأسماء اللامعة الذين حاولوا العمل على تلك القضية بكل صدق وإخلاص تشهد بأن محاولة التجديد والتغيير بدأت منذ فترة طويلة من تاريخنا.


يقول الصعيدي في كتاب "تاريخ الإصلاح في الأزهر" إن الشعب في عهد محمد علي كان يساق إلى الإصلاح من غير أن يكون عنده إيمان به، ويرى الصعيدي أن من عوامل إخفاق محمد علي أن محاولات الإصلاح التي كان يقوم بها محمد علي كانت في حاجة إلى تأصيل عبر ما هو ديني حتى يرسخ وجوده في المجتمع، وأن إصلاح محمد علي قام على بنية ثقافية دينية جامدة عصية على التطور.


وحين نذهب إلى فترة الخديوي إسماعيل نرى مدى خوف الخديوي من الاصطدام مع رجال الدين الأزهريين، لأن إسماعيل كان يرى أنهم قادرون على إثارة العوام ضد السلطة، وبالتالي ظلت فكرة التجديد مطروحة دون تقدم حقيقي، يمكن لمسه، باستثناء بعض الخطوات القليلة البطيئة.


وهذا يطرح عدد هائل من الأسئلة وعلامات الاستفهام، مما يجعلك في وقتنا الحالي تتعرف على أهم الأسباب التي جعلت كل المحاولات السابقة توضع في قائمة المحاولات الفاشلة، وكيف يتم وضع القواعد الصحيحة للبناء.


الحرب بين العلمانية والسلفية منذ متى؟ وإلى أين؟!


في مقدمة الكتاب يوضح الكاتب أن التعصب الفكري لا يسيطر على السلفيين فقط، بل أيضا على بعض العلمانيين، الذين ينشغلون بقشور القضايا دون الخوض في جوهرها والغوص فيها، أو ينشغلون في قضايا هامشية لا تحقق شيء من الأهداف المطلوبة للتقدم، ويحولوا مناقشتهم من أجل القضية العامة إلى القضية والمصلحة الخاصة.


ولذا كان يرى الصعيدي أن محاولات الإصلاح يجب أن تؤمن بها الدولة ثم تؤمن بها المؤسسة الدينية وأن تبدأ المؤسسة الدينيةمحاولات الإصلاح والتجديد من داخل وخارج المؤسسة.


 يشرح الكاتب جوهر ومفهوم العلمانية الذي يعد مجهولا ومشوها  لدى كثيرين فيقول إنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية وأن الفكر الديني يمكنه الانفتاح على ما هو علمي وما هو دنيوي وما هو علماني لأن طبيعة الإسلام منفتحة على العلم والعقل والدنيا.

author-img
أنا إسلام وهبان، مؤسس مدونة "مكتبة وهبان" وقد أطلقتها لمحاولة استعادة دور المدونات الثقافية في نشر الوعي والتشجيع على القراءة ومتابعة كل ما يخص المشهد الثقافي والأدبي ومشاركة القراء اهتماماتهم وخبراتهم القرائية

تعليقات