إسراء إبراهيم
يصطدم كثير من حديثي التخرج وكذلك المرؤسين بالعديد من الأزمات في حياتهم المهنية، نتيجة عدم القدرة على التعامل مع المديرين بقدر كافٍ من الحكمة والذكاء، وقد يضطر بعضهم إلى ترك وظيفته أو عدم القدرة على تقديم كل ما لديه في عمله نتيجة كثرة خلافاته مع مديريه.
وفي كتابه الأحدث "عنبر المديرين" الصادر عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع، يقدم الكاتب معتز عبد الرحمن، دليلا للعاملين والمقبلين على سوق العمل، حول كيفية التعامل مع رؤسائهم في العمل، وتفادي كثير من الأزمات خاصة في بداية حياتهم المهنية، من خلال التعرف على أنواع المديرين ومحاولة فهم تصرفاتهم وتحليلها، بشكل يساعد على التعامل بذكاء وحكمة معهم، وعدم الانجراف مع بعض السلوكيات السيئة التي يتبعها بعض المديرين.
قد يأتيك البلاء على هيئة مدير
في إحدى فصول الكتاب ذكر "عبد الرحمن" جملة "قد يأتيك البلاء على هيئة مدير"، وهي تعتبر ملخصا لمحتوى الكتاب، إذ تستعرض الكاتب مجموعة من النماذج السيئة والمزعجة لبعض المديرين، ومواقف يصعب على الجدد في سوق العمل التعامل مع مديريهم.
تعتمد فكرة الكتاب على خلاصة تجارب الكاتب والمقربين منه، إذ نوه أن العمل عبارة عن نماذج وأحداث حقيقية عايشها بنفسه أو بعض المقربين من دائرته. وينصح "عبد الرحمن" من يدخلون سوق العمل حديثا بكيفية التعامل مع هؤلاء المديرون وتفادي الوقوع تحت طائلتهم.
يتضمن الكتاب العديد من النماذج المؤذية للمديرين منها من يستغل الدين، ومن يماطل في ترقية من يستحق، أو من يحاول قلب الأمور لصالحه دوما، وغيرها من النماذج. الذي يحاول الكاتب تقديم تشريح النفسي للمديرين، الذين يحاولون بث عقدهم النفسية على من يديروهم سواء بالحيلة أو الاستغلال.
الفن حاضر
بين طيات الكتاب ستجد العديد من أسماء الأعمال الفنية بل وبعض الإيفيهات الشهيرة من مسرحيات أو أفلام. واستخدم الكاتب في عنونة بعض فصول كتابه أسماء أعمال فنية منها: "الرجل الثاني، لص بغداد، البحث عن فضيحة، الزيبق، الباب المفتوح".
كذلك سنجد عدد من الإيفيهات اللطيفة التي تجعل القارئ يشعر بأن الكاتب يحاول أن يجعله يستقبل المعلومة بروح مرحة تجعلك تشعر بالقرب من روح الكاتب نفسه، فمثلا ستجد فصل في الكتاب بعنوان "ساعة تروح وساعة تيجي"، وغيرها.
بعيدا عن الملل
على الرغم من أن الكتاب متخصص بشكل كبير ويناقش مشكلة محددة وهي أزمة التعامل مع المديرين ومن يعملون بمناصب إدارية، ويحاول الكاتب إيصال نصائح من خلال كتابه لتفادي الأزمات، إلا أن القارئ لن يصاب برتابة وملل، إذ حاول "عبد الرحمن" تقديم حكاياته في شكل أدبي أقرب إلى القصة القصيرة، ولم يعتمد على الأسلوب التقريري فقط بل مزح الحكايات الحقيقية والجدية بمشاهد خيالية. بالإضافة إلى استخدامه الحس الفكاهي والساخر في بعض المواضع ومزج الحكايات بنماذج مشابهة من أعمال فنية.
كما أن الكاتب لم يكتفِ بسرده للحكايات فقط وتعريف الناس بمشاكل المديرين، بل قدم نصائح ثمينة للتعامل مع كل شخصية ذكرها في كتابه.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك أو أرسل رسالة للكاتب