الشعر مخدرات مشروعة غير رائجة، يقبل عليه الذواقة، ويستطعمه خاصة الخاصة، من أرادوا أن يُسكروا قلوبهم بالجمال، ينتشوا بحلاوة الكلمات، عمق الشعور، المعاني المخترقة للوجدان، التراكيب اللغوية المختلفة، الألفاظ المكثفة، التشبيهات النادرة، المجازات المغايرة.
الشاعر ينأى بنفسه دومًا عن العالم، رغم انغماسه العميق فيه، تنغرز قدماه في الوحول لكن روحه تختار التحليق، لأنها منفصلة عن جسده دائما، هي روح هائمة في الفضاء، طيف عابر بين الناس، ينفذ داخلهم دون أن يلاحظوه، يراقبهم في صمت، يتأملهم ذاهلا في سكون، وداخله تتشكل آلاف العوالم الخاصة بهم، يهدمهم ويعيد بنائهم في الثانية ألف مرة.
الشاعر خلاق أعظم، يخلق من تنهيدة قصيدة، ومن إحساس ديوان، ومن خفقة قلب ألف نص، الشاعر كيميائي خبير باللغة، ميزانها يسكن شعوره، وإحساسه بها يستقر في قلبه، يطهي مشاعره ويصنع منها كعكة جميلة ثم يختفي إن لمح الابتسامة تعتلي شفتيك فور تذوقها، يزعجه الضوء، يخيفه، يركض نحو الكالوس دائما، ويبقى متفرجًا على أثر ذوبان روحه في روحك.
الشاعر يمشي في الحياة على أطراف أصابعه، متخفي محترف، ربما إن مر بجانبك لن تشعر بوجوده من فرط خفته وحرصه على الاختباء والتخفي، روحه هاربة من جزيرة منعزلة عن الناس والعالم، جزيرة لا وجود لها على الأرض، عنوانها الحلم، ومكانها في خياله.
للتواصل مع الكاتبة ومتابعة كافة كتاباتها يمكنك زيارة صفحتها من "هنا"
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك أو أرسل رسالة للكاتب