القائمة الرئيسية

الصفحات

"كرة أرضية".. مكتبة وهبان تنشر حصريا أحد نصوص "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها" لـ طارق إمام



يصدر قريبا عن دار الشروق، الكتاب القصصي "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها"، الذي يعد أحدث أعمال الكاتب طارق إمام، والمقرر طرحه بالمكتبات خلال أيام.


وتنفرد مدونة "مكتبة وهبان" بنشر أقصوصة "كرة ارضية"، والتي تعد أحد نصوص "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها"، والذي يضم أكثر من 120 نصا، ومقسم إلى ثلاثة أقسام: "لأننا نولد عجائز"، "هايكو المدينة"، "لأننا نموت أطفالاً"، وقد كتبه طارق إمام في الفترة من 2012 حتى 2023، على فترات متباعدة، ورسم غلافه الفنان الفرنسي Sylvain Mendy.






ويقول طارق إمام عن هذا العمل: "لقد كتبت هذا العمل بحثاً عن القصيدة، حيث أرى الحكاية سمكة، والقصيدة جوهرة مخفية في أحشائها، أبحث عنها في بطن كل حكاية، متمنياً العثور عليها ككل صيادٍ.. وأتمنى ألا أكون في هذا الكتاب ضللتُ العثور على الجواهر المستحيلة في أحشاء الحكايات التي أخرجتها صنارتي من بحر العالم!".





........................



"كرة أرضية"


     هذه الكرة التي قذفتَها لأطفال الحي، كانت، بحركة إصبع، تلُفُّ حول نفسها فوق مكتبك.


    لماذا أهديتَها لهم؟ تسأل وتجيب سؤالكَ بسؤال: ولماذا أهداها لك أبوك؟ لو كان هذا هو العالم حقاً، ما مات وهو ينتظر عودتك من قارةٍ أخرى، ما تحطَّمت طائرةٌ فوق جبل، ما غرق مركبٌ في محيط.


     الأرضُ كرويةٌ فقط في الكتب المدرسية، لكنها في الحقيقة صحراء لا نهائية مستوية، بالضبط كسطح مكتبك هذا، الذي يطل على حديقة متخيلة.. كلما مددتَ يدَك لقطف وردةٍ فيها، اصطدمتَ بحائط.


     هاهُم يركلونها، لا يعرفون أنهم يركلون العالم.


     مرَّغوا بلداتٍ في تراب شارع وأغرقوا بحاراً في وحله. صفقوا مرات ومرات وهي تدخل المرمى، مفكرين: كرةٌ زرقاء غريبة، وممتعة في اللعب، والأهم صلبة، لن تشقَّها سكِّينُ الآباء. على العكس، كان العجائز في الشبابيك يقذفون بها بسرعة فور أن تصطدم بهم، كمن ينفض قنبلة.


     مكتبُك الآن خالٍ بمقدار كرةٍ أرضية، والأطفالُ في الشارع يقتتلون بعد انتهاء اللعب، يريد كلُّ منهم أن يعود بالكرة التي بلا صاحب إلى بيته.


     يهدأ كلُّ شيء، وحين تُطلُّ من النافذة، تراها، تلفُّ وحدها، بين قطيع جثث.


***

نرشح لك: بينهم قصة بالعامية.. تفاصيل "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها" أحدث أعمال طارق إمام



author-img
أنا إسلام وهبان، مؤسس مدونة "مكتبة وهبان" وقد أطلقتها لمحاولة استعادة دور المدونات الثقافية في نشر الوعي والتشجيع على القراءة ومتابعة كل ما يخص المشهد الثقافي والأدبي ومشاركة القراء اهتماماتهم وخبراتهم القرائية

تعليقات