القائمة الرئيسية

الصفحات

مناهل السهوي: بكيت حين علمت بفوزي بجائزة خالد خليفة

 




إسراء إبراهيم


أعلنت لجنة تحكيم الدورة الأولى لجائزة "خالد خليفة للرواية"، قبل يومين، عن فوز رواية "أنثى فرس النبي " للكاتبة السورية مناهل السهوي، بجائزة هذه الدورة  التي خصصت للرواية السورية.


من جانبها أعربت "السهوي" عن سعادتها بالفوز بالجائزة، وقالت في تصريحات خاصة لمدونة "مكتبة وهبان": بكيت حين علمت بفوزي، شعرت بسعادة كبيرة ممزوجة بحزن شفاف لغياب خالد. تخيلي أن تفوزي بجائزة تحمل اسم صديق لم يقرأ روايتك!


وفيما يتعلق بمشاركتها في الجائزة من الأساس، أوضحت أنها في البداية كانت مترددة، لكن شعرت بأن عليّها تقديم الرواية إلى جائزة أسست باسم خالد خليفة، خاصة بعد أن توفي ولم تتح له الفرصة لقراءتها كما كانت تتمنى. كما أضافت: "شعرت أن الرواية تمتلك مقومات قوية، لكن لم أكن متأكدة من الفوز. جزء من التجربة هو أن نتقبل النتيجة، أياً كانت".


أوضحت أنها لم تكتب الرواية خصيصاً للجائزة، إذ بدأت العمل عليها عام 2017، وتأخرت في كتابتها بسبب ظروف شخصية وانتقالها من سوريا وتحديات أخرى.


أضافت: تجربة كتابة الرواية الأولى كانت ممتعة للغاية. هناك شعور بالسحر حين ينطلق النص من الفكرة ويتشكل شيئاً فشيئاً. كتبت الرواية بين السويداء ودمشق وبيروت، مع كل مدينة تحمل تأثيرها الخاص على العمل.

 

وفيما يتعلق بكتابة أولى الروايات بعد تقديم تجارب أدبية سابقة في الشعر والمسرحية، أوضحت: لم تكن سهلة، وربما يعود تأخري إلى صعوبة التعامل مع تقنيات الرواية. نسفتها مرة وأعدت كتابتها مرة أخرى، وكانت كل مسودة غوصاً أعمق في تشابك العوالم وترتيب الأحداث، لكنها كانت رحلة ممتعة ومليئة بالاكتشافات الأدبية.


كما تحدثت عن توقعاتها لمستقبل الرواية بعد الفوز بجائزة خالد خليفة، قائلة إنه لا يمكن التنبؤ بمسار الكتابة، لكن لا شك أن فوز الرواية باسم الجائزة سيؤثر على انتشارها. خالد خليفة روائي معروف، وله قرّاء وأصدقاء مخلصون وهذا بلا شك سيزيد من فرص وصول الرواية إلى قراء أوسع.

 

أشارت إلى أن الرواية تتناول قصة كارمن، التي تختار تغيير اسمها بعد مقتل أمها، وتواجه في حياتها أشكالاً متعددة من الفقد. خلال رحلتها، تصادف أسئلة عميقة تتعلق بالإنسان والجسد والحرية والحب، مستكشفةً الصراع الداخلي والقدرة على الصمود أمام قسوة الحياة.


اختتمت حديثها، قائلة: كان شعوري أثناء الكتابة مزيجاً من الانغماس العاطفي والدهشة، أمام انقيادي التام لشخصيات الرواية وأفكارها ومشاعرها. أحياناً كنت أبكي مع ألمها، وأحياناً أفرح مع لحظات من النص. كانت التجربة استثنائية بكل معنى الكلمة.


يذكر أن مناهل السهوي من مواليد عام 1991 في محافظة السويداء، مقيمة في بيروت وتعمل صحفية منذ عام 2016، وقد صدر لها مجموعتان شعريتان ومسرحية واحدة.


وأنشئت الجائزة للاحتفاء بفن الرواية، بمبادرة من أصدقاء الروائي الراحل لتخليد اسمه باعتباره من أبرز الروائيين العرب الذين ألهموا وغرسوا قيماً حضارية من خلال مواجهة الظلم وتعرية أشكاله، وهي موجهة للروائيين الذين يصدرون عملهم الروائي الأول، وتهدف إلى تكريم ودعم الروائيين الذين يجسدون روح الابتكار وحرية التعبير والعمق الثقافي التي تمثل خلاصة القيم الأخلاقية والمعرفية التي دافع عنها خالد خليفة طوال مسيرته.


ويعد خالد خليفة من أبرز أصوات الأدب السوري في الربع الأخير من القرن العشرين وهو روائي وكاتب سيناريو سوري وُلِدَ في منطقة الأتارب غرب محافظة حلب، ودرس في كلية الحقوق في جامعة حلب. حاز إجازة (ليسانس) في القانون عام 1988 لهُ سبع روايات ( حارس الخديعة ، دفاتر القرباط ، مديح الكراهية ، لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة ، الموت عمل شاق ، لم يصل عليهم أحد ، سمك ميت يتنفس قشور الليمون ) بالإضافة إلى مجموعة سيناريوهات مُوزَّعة بين التلفزيون والأفلام الوثائقية القصيرة، فضلاً عن سيناريو فلم روائي طويل. وقد ترجمت رواياته إلى لغاتٍ عدَّة منها: الفرنسية والإيطالية والألمانية والنرويجية والإنكليزية والإسبانية.


وجرى إطلاق الجائزة من خلال لجنة تحضيرية ضمت أصدقاء الروائي الراحل وانتهت إلى اختيار شخصيات ثقافية فاعلة لمجلس أمناء الجائزة، وضم المجلس كلا من: الناقد السوري المقيم في باريس صبحي حديدي (رئيساً) والمترجمة السورية والأكاديمية رانية سمارة والروائي الكويتي سعود السنعوسي، و الروائي السوري خليل صويلح والأكاديمي المصري الدكتور وائل فاروق والناشرة اللبنانية والروائية رشا الأمير والممثل السوري فارس الحلو والصحفي المصري سيد محمود المختص بالشؤون الأدبية.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات