تبدأ بـ 5 جنيهات.. تعرف على مبادرة بيع الكتب المخفضة بـ مكتبة وهبان

 مروة محمد

يختلف شعور الحب ومفهومه من شخص لآخر.. الكلمة ثابتة، ولكن الإحساس بها متغير على حسب قصة كل شخص فينا كيف يحيا مشاعر الحب.

تختلف نظرتك للحياة، عندما تقع فى غرام شخص ما، ولكن ما أبشع شعور الحب من طرف واحد، وما أقسى أن يتكرر معك نفس الشعور، تشعر بمرارة الخذلان مرة أخرى. يتكرر معك نفس المشهد فى شريط حياتك، يتجدد شعورك بالألم والوجع، وعلى الرغم من ذلك تتمسك بكل ما تملك من قوة بهذا الشعور، لأنه يحيى بداخلك حبك للحياة، وكل هذه الصراعات عاشها "نديم" وحكى عنها، في رواية "حبيبة كما حكاها نديم" للكاتب والناقد المبدع محمود عبد الشكور.

تتحدث هذه الرواية عن الحب والحبيب من منظور مختلف، ومن وجهة نظر نديم الذى يحكى لنا تجاربه المريرة فى الحب، والتى تحولت فيما بعد إلى نص أدبى، عبر فيها نديم عن مدى الوجع و الألم الذى عاشه طيلة حياته عندما أحب "يمنى" ثم تكررت نفس المأساة مع حبيبة. نهاية السيناريو فى القصتين واحدة مع اختلاف الحبيبة واختلاف بعض التفاصيل. عندما تتعمق فى قراءة الرواية، والدخول فى تفاصيل أحداثها أكثر، تكتشف أنك مشفق على نديم, تختلط عليك الأمور، لتسأل نفسك هل تسبب نديم فى تعذيب نفسه؟ هل يعتبر نديم المسئول الأول عن ما حدث له من وجع وقهر؟ هل يردخ الإنسان لقلبه؟ وهل القلب هو المتحكم الآمر الناهي فى مصير حياتنا؟ هل ننجرف وراء مشاعرنا لنسيطر على حياتنا ونتحكم فى مشهد النهاية لمصائرنا؟ أم نحكم عقلنا بعض الشيء لتتوازن الأمور فى حياتنا ولو بنسبة ضئيلة؟

أعحبنى السرد فى الرواية بشكل كبير للغاية, ولفت انتباهى فكرة الحوار بين عقل وقلب نديم، حتى أن عقله برغم قوته وحكمته، أشفق عليه ورأف بحاله. تعاطفت مع شخصية نديم، قسوت عليه فى بعض الأحيان أثناء قراءتى للرواية, لكن لم أصدر على مشاعره حكما قاطعا. 

حبيبة كما حكاها نديم رؤية مختلفة عن الحب، تحفة فنية اختلقها المبدع محمود عبد الشكور. تبدو الحكاية مختلفة عندما تسمعها، وتختلف أكثر عندما تعيشها، وتتغير الرؤية تماما عندما تكتبها. الكاتب، القارئ والمستمع لكل منهما وجهة نظر مختلفة، لابد أن تسمع الطرفين حتى تكتمل تفاصيل الحكاية.