كثيرة هي كتب التنمية الذاتية وكتب علم النفس، قليل منها ما هو قابل للتطبيق في حياتنا اليومية، القلة القليلة جدا ما يمس قلبك ويقنعك بسهولة خطواته وبساطتها، فعلتها باقتدار الكاتبة شيماء الجمال في كتابها "سنة أولى نفسية".
عبر صفحات الكتاب الصادر عن دار الكرمة للنشر، تأخذنا الكاتبة في رحلة هي مزيج بين علم النفس والتجربة الشخصية، فنتعرف على أولى خطوات العناية النفسية بذواتنا. الكتاب مقسم إلى ثلاثة أقسام "النفس، الجسد، القلب" وطبقا للكاتبة في المقدمة فيمكنك البدء بأي قسم منهم بدون تشتيت أو ترتيب محدد، ولكني اخترت القراءة بترتيب الكتاب بطبيعة الحال.
في الجزء الأول "النفس" أجابت الكاتبة على الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهاننا بشكل مستمر، منها على سبيل المثال لا الحصر "لم يخف الجميع من الشخص المحب لوحدته؟ لم نخف أحيانا من وحدتنا واستمتاعنا بها؟ لم نحاول إحاطة أنفسنا بالجميع على مدار الساعة وكأننا سنلتهم ذواتنا إذا اختلينا بها سويعات؟ ولم يجب علينا حب أنفسنا؟ وما هي الخطوات البسيطة للوصول إلى محبة بدون غرور؟ وما هي الحيل الدفاعية التي يتبعها أغلبنا؟ والعديد من الأسئلة بدون أن تبخل بالأجوبة وببعض التمارين النفسية التفاعلية وملخصات وترشيحات لبعض الكتب والأفلام المتعلقة بهذا الجزء.
في الجزء الثاني "الجسد" كان الحديث عما هو متعلق بعلاقتنا بأجسادنا، المزيد من الأسئلة والأجوبة، على سبيل المثال"لم نشعر باليأس لمجرد تغير شكل أجسادنا لأي سبب؟ ماذا تفعل لقبول جسدك؟ ما هي طرق القضاء على نهم النشويات والحلويات؟ كما احتوى هذا الجزء على بعض النصائح وترشيح لفيلم وثائقي مهم عن تأثير السكريات غير المباشرة على أجسادنا.
في الجزء الثالث والأقرب إلى قلبي وهو "القلب" كان الحديث عن كيفية الحفاظ على قلبك على طول الخط، المزيد من الأسئلة والنصائح عن كيفية التعامل مع شريك أو شريكةة الحياة، العلاقات الصحية بين أي شخصين، أحقيتك وأحقية الجميع في الاختيار بدون الشعور بالذنب لمجرد انتهاء علاقة هي في الأصل مؤذية لأحد الطرفين، بعض الألاعيب النفسية التي نمارسها أحيانا ويمارسها البعض علينا في أحيان أخرى، عن دور المنقذ الذي يبتعه بعضنا كأسلوب للحياة، الكثير من الحديث عن القيم وغيرها.
الكتاب يقع في حوالي 200 صفحة، مكتوب باللغة العامية والتي لا تمثل بالنسبة لي أي عائق في القراءة، بالعكس أفضلها في مثل هذه النوعية من الكتب لسهولة توصيل الفكرة والمعلومات بشكل مبسط، تميز الكتاب بإخراج فني بسيط ورائع ومناسب للغاية لسياق المواضيع والفصول، كان الكتاب بالنسبة لي من الأجرأ حيث اعترفت الكاتبة بالكثير من الأمور والمتاعب النفسية والجسدية التي تعرضت لها وما زالت تعاني من بعض آثارها، لم تبخل الكاتبة بمعلومة أو نصيحة أو حتى خاطرة من شأنها أن تفيد من يقرأ الكتاب أو كان أحد متابعيها، حتى أن بعض المقالات صادمة أحيانا من منطلق "اتفاقية الصداقة غير المعلنة"، من وجهة نظري والتي غلبت على صفحات الكتاب، فكان الكتاب أشبه بجلسة مكاشفة بين صديقين أحدهما يعاني ويرفض أن يخطو صديقه على نفس خطواته المليئة بالمخاوف والأوجاع.
للتواصل مع كاتبة المقال من "هنا" أو من خلال التعليقات
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك أو أرسل رسالة للكاتب