القائمة الرئيسية

الصفحات

روح فسيفساء مدينة "سمرقند" في روايتي أمين معلوف ومحمد المنسي قنديل

 سهام ذهني

تزهو مدينة "سمرقند" بالفسيفساء التي تتوج قبابها وتشمخ بها مآذنها، وتختال بها بواباتها، والعديد من مبانيها القديمة.


ولقد سرت روح الفسيفساء في روايتين تحملان اسم المدينة التاريخية هما رواية "قمر على سمرقند" لمحمد المنسي قنديل، ورواية "سمرقند" لأمين معلوف.


وإذا كان جمال الفسيفساء يشع من تجميع المشتت وترتيب المفتت. حيث الدأب في تقريب القطع الصغيرة بناءً على تصور فني مخطط. إلى أن يتم مع اكتمال العمل بزوغ المشهد الفني بهيا نديا ناطقا. فإن هذا المذاق وهذه الروح قد طافت بجسارة خلال رواية محمد المنسي قنديل العفية، وامتدت بلا هوادة عبر رواية أمين معلوف الثرية.


الطريق إلى سمرقند

حتى قرب منتصف رواية "قمر على سمرقند" للدكتور محمد المنسي قنديل، نلهث وراء بطل روايته وهو في طريقه إلى سمرقند، حتى يخال لنا أن "الطريق إلى سمرقند" هو الاسم الأكثر ملاءمة لما نقرأه، ثم إذا بنا خلال النصف الثاني من الرواية وبعد الوصول إلى "سمرقند" نلهث أكثر ليس خلف الأحداث فقط، وإنما خلف المفاجآت التي نكتشف عبرها أن ما جرى خلال الطريق كان ضروريا جدا لإكمال الصور التي ستأخذ في التشكل داخل المدينة المليئة بالأسرار التي يتم تجميعها "فتفوتة" من بعد "فتفوتة" ثم لا بد من وضع كل ما تم جمعه وفقا لتخطيط معين كي تنجلي ملامح الصورة.


ولأن من خصائص الفسيفساء أيضا أن حالة التناغم تنبعث من بين ما يبثه التضاد من تناسق وما يحققه تقريب المبعثر من تكوينات، وما يؤكده تجاور المتضادات من تعايش. لذلك فشخصيات الرواية يحمل العديد منهم صفات متناقضة ومتقاربة أو متعايشة معا بطريقة عجيبة، فهذا هو رفيق البطل على الطريق الذي يكشف له خباياه وتناقضاته فهو محب للمعرفة الدينية في أوقات، وغارق في الشهوة خلال أوقات أخرى. وهو يشارك في الاحتجاج ضد الحكومة السوفييتية دفاعا عن الدين في وقت، ويخضع للتعاون مع أجهزة الأمن في وقت آخر، ثم يتمرد عليهم في مرحلة مختلفة.


وقد استخدم المؤلف تعبيرا مميزا في بداية الرواية قال فيه: "يجب على الفضيلة أن تجاور الغواية دون صراع. فلا أحد يستطيع أن يقاوم طوال حياته. عش معها ولكن لا تستسلم لها".

كما قال: "ماذا تعني الفضيلة، إنها ليست مقاومة الغواية، ولكن التعايش معها".


مع ذلك فلقد نجا من هذا التوصيف أحد أكثر الشخصيات فروسية في الرواية وهو "لطف الله" الذي كان نبيلا ومتوهجا في كل أحواله وخلال مختلف الأحداث. منذ أول ظهور له في نافذة القطار حيث أنقذ من لا يعرفه لوجه الله، وصولا إلى عمله على تحقيق حلمه بأن يحل الإسلام في وطنه محل الشيوعية ودفعه الثمن بالاستشهاد من أجل ما يؤمن به. ومرورا بذلك المشهد الذي صاغ خلاله المؤلف واحدا من أروع مشاهد الجموع الثائرة الهادرة المستعدة للتضحية وللوقوف في وجه الطغاة، وذلك حين وصل المسئول السوفيتي ليخبر مدير مدرسة "ميرعرب" بإغلاقها، وهي إحدى أهم النوافذ لتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم والعلوم الدينية بعد أن ظلت مشرعة طوال القرون الماضية، وتجمع الطلاب وأخذوا يرتلون القرآن الكريم بصوت مرتفع كإعلام عن التمسك بالهوية، ثم قام "لطف الله" بقيادة الطلاب فتحركوا خارج أسوار المدرسة، وتم لأول مرة ترديد الهتاف المزلزل: "يسقط الملاحدة والبلاشفة"، واستخدم المؤلف تعبيرا عميقا قائلا: "إنطلق الإحتجاج في سماء المدينة كسحب شتاء، ولم يعد يستطيع أحد أن يخمده، حتى لو أنه أخمد هذه المرة فسوف يبقى كامنا في خزائن الصدى الذي يسري في عروق المدينة".


هذا التعبير يحمل في ثناياه بعض من تلك العلاقة العجيبة بين الأماكن والأزمنة، فالمكان الذي يشهد أحداثا في وقت ما، إذا بالحدث بعد انتهائه زمنيا فإنه لا ينتهي من المكان الذي شهده، بل يظل ـ على حد تعبير المؤلف ـ "كامنا في خزائن الصدى الذي يسري في عروق المدينة".


الوجه الآخر لسمرقند

نحن هنا لسنا في مجال استعراض لشخصيات وأحداث الرواية، كما أننا لسنا في صدد الاهتمام بالمكان باقتطاعه من السياق، لأن المكان والزمان والشخصيات هما ثلاثي يدعم كل منهم الآخر. فالمكان وهو سمرقند بما تحمله من تاريخ قديم يتجلى على الحاضر، والزمان المباشر للأحداث هو قبل وبعد سقوط الإتحاد السوفييتي، بما يحقق حالة تتناسب مع مسار أحوال شخصيات الرواية بالمكونات الشخصية لكل منهم.


إنما هذا لا يمنع من أن نرصد ملامح مما أخذ خلاله المؤلف بيد القارئ ليشاهد بعض من جماليات المشهد في مدينة "سمرقند" بعد أن يجتاز الجزء الحديث من المدينة الذي يصف المؤلف مساكنها بأنها كئيبة. ثم يختلف الوصف تماما بمجرد دخوله إلى "سمرقند" العتيقة حيث يتحدث عنها بإسلوب يجعلنا كأننا نراها، قائلا: "مجد آفل يعاود البعث أمام عيني. مساجد وساحات وأبهاء سامقة مكسوة بملايين من قطع الفسيفساء التي تتألق تحت ضوء الشمس، تتحول المدينة إلى كائن يخطف الأبصار، يتبدى جمالها الصافي لم يعكره مرور الزمن ولا صروف الدهر.


ساحة المدينة القديمة، ريجستان، أقف مبهورا والشمس تغمرها ببطء، تتوهج أمامي أعظم لوحة من الفسيفساء يمكن أن تراها عين بشر.


أهبط الدرج حتى أقف تماما وسط الأروقة السامقة، يبدأ بائعو السجاد والفخار والمخطوطات في فرد بضائعهم، أتأمل بساتين الدنيا وقد تم تصويرها مرصعة بآلاف من قطع الفسيفساء الدقيقة.


مجمع لا نظير له من المساجد والأروقة والمحاريب والمنابر، أعمدة مزهوة، ومآذن مكسوة بألوان من القيشاني، إيوانان متقابلان، نقوش وآيات قرآنية مرسومة في أعلى الجدران. زهو وألق وجلال آفل.


إلى أن ينقلنا إلى وجه مختلف للمدينة حين يبحث عن عنوان الجنرال صديق والده الذي قطع هذا الطريق من أجل أن يزوره، وبوصوله إليه في منطقة من المدينة شديدة التواضع يجد نفسه مضطرا لرحلة أخرى تصحبه فيها إحدى العاملات في مطعم الفندق، بحثا عن إبنة الجنرال الوحيدة التي هجرت الأسرة إلى مكان مجهول كئيب في الجزء الجديد من المدينة بين الحانات والديسكوهات، لنكتشف دنيا من السقوط والتردي، وبعد أن تعود إبنة الجنرال، ويقرر البطل العودة إلى مصر، إلا أنه في آخر ليلة له داخل غرفته ومعه في فراشه الفتاة التي تعمل بالمطعم يدخل صديقه الذي كان قد رافقه أثناء الطريق إلى سمرقند والذي كنا قد رأيناه من قبل يمارس الانحراف، كما رأيناه أيضا كرجل دين، ولقد كنت متحفظة تجاه الإسهاب في المشاهد الحسية لهذا الرجل الذي تعرض في بدايات الرواية للضرب المبرح عند ضبطه يضاجع أم العريس في زوايا أحد الافراح، إلا أن القارئ يفاجأ بالمقابل لذلك المشهد في لحظة دخوله الغرفة قرب نهاية الرواية حيث تنعكس الأحوال السابقة، فلقد تحول هو إلى القيام بدور من يقوم بالضرب، حيث الفتاة التي في الفراش هي إبنته التي لم يكن صديقه يعرف هويتها.


بعدها تتبقى الصفحات الأخيرة من الرواية لتكتمل خلالها معالم الفسيفساء الروائية بما يحكيه البطل عن والده والتربية القمعية التي عاشها معه في مصر حيث كان يستكمل الأب التصرف في البيت بالطريقة الإستعلائية الديكتاتورية التي يمارسها في عمله، إلى أن انهار كل شيء. فيتكامل المشهد بروايته عن ديكتاتورية والده مع ما سبق أن رواه عن هتك الديكتاتورية السوفييتية لإنسانية الإنسان، ونلمس بشاعة التجسس سواء على الحياة الخاصة لبطل الرواية في القاهرة، أو أن يسود أسلوب المراقبة ليجثم على أنفاس الجميع في سمرقند من خلال ضفيرة تمكن المؤلف من الإمساك بخصلاتها طوال الوقت، سواء وهو يرجع بنا إلى ماضي سمرقند في عصر ازدهارها، أو وهو يرصد أحوال المسلمين اليوم فيها، ويتداخل كل هذا بلا تنافر مع كابوسية معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ولهفة جنرال سابق على مصير إبنته، وصولا إلى نهاية مفتوحة كلوحة فسيفساء مبعثرة الأطراف ربما تجعل القارئ عند الإنتهاء منها يكاد يسمع صوت المؤلف عبر إحدى الجمل المؤثرة التي وردت في الرواية قائلا: "من نحن حتى نصنع أقدارنا".


مخطوط سمرقند لعمر الخيام

والآن إلى "سمرقند" كما كتبها الروائي اللبناني "أمين معلوف" حيث قطع الفسيفساء الروائية مبعثرة في أزمنة عديدة ومحمولة من أماكن كثيرة. وأيضا حيث "من نحن حتى نصنع أقدارنا"، إنما عبر حبكة روائية مختلفة، فمن كان يتخيل أن العمل الكبير الذي يحمل إسم "مخطوط سمرقند" للشاعر والعالم الإيراني الشهير "عمر الخيام"، ذلك المخطوط الذي نجا من حريق إستمر سبعة أيام في قلعة جماعة الحشاشين الباطنية الدموية يكون مصيره هو الغرق في باخرة "تيتانيك" حين كان في صحبة المستشرق الأمريكي "بنيامين عمر لوساج" الذي بحث عنه عبر بلاد عديدة إلى أن استقر معه وأخذه ليعود به إلى أمريكا، فإذا به يغرق مع من غرقوا في الحادث الشهير.


إنها رواية "سمرقند" التي حملت اسم المدينة التاريخية انطلاقا من أن الشاعر الكبير قد بدأ كتابة رباعياته الشهيرة فيها، وبدأ تدوين الرباعيات في هذا المخطوط أيضا فيها، ثم تمت سرقة المخطوط على يد جماعة الحشاشين كذلك منها، بما يتضمنه المخطوط من سيرة عمر الخيام وعلاقته بالسلطة في زمانه متمثلة في "نظام الملك"، وعلاقته بالمعارضة متمثلة في "حسن الصبّاح" زعيم جماعة الحشاشين. حيث دنيا السياسة بما يسطره المخطط من مكائد ومؤامرات وحريم، كل هذا تمكن المؤلف من أن يجمع قطع الفسيفساء المكونة للوحته منها وكتبها كعادته باللغة الفرنسية حيث يقيم في فرنسا، وترجمها كالمعتاد بلغة عربية رائعة الدكتور "عفيف دمشقية".


إن أمين معلوف يغمر روايته بالماضي، وإذا به يكشف من خلاله أوجاع الحاضر، وكعادته يترك للقارئ أن يقوم بتفسير ما بين السطور. وكعادته أيضا فإن القارئ له لا يستمتع بمتابعة الأحداث وما فيها فقط من تشويق، إنما أيضا بالمعلومات التي يتمكن المؤلف من ألا يجعلها تخرج بالقارئ بعيدا عن متابعة الأحداث بل تدعم الأحداث وتقويها.


فعمر الخيام حيث العلم والأدب والفن والجمال، وطبقا للمخطوط فإن زوجته التي يحبها مشغولة بدنيا السلطة والصراع والمال والجاه.


وعمر الخيام المحب للحياة الذي يقول: "إن كنت لا تعرف الحب فما يجديك شروق الشمس أوغروبها"، بينما له صديق هو" حسن الصبّاح" الذي يطالب الناس بتجاهل الحبّ و الموسيقى و الشعر والخمر والشمس. فقد اعتمد "حسن الصبّاح" على اللجوء إلى القتل لمواجهة العالم, أما عمر الخيام فإنه على حد تعبيره لم يُقِم غير قصرا صغيرا من ورق هو "مخطوط سمرقند"، حيث الرباعيات الشهيرة ومعها سيرته الذاتيه، التي يتجلى فيها الصراع على السلطة في جانب والتحليق مع الفن والعلم في جانب آخر. وحيث التشدد الديني أحيانا، وحيث الصراع المذهبي الذي يتعمق المؤلف في رصده تاريخيا فيتعرف القارئ بالتفصيل على نشأة مذهب الشيعة الإسماعيلية وزعيم الفرقة التي اشتهرت في التاريخ باسم فرقة الحشاشين موضحا أصل التسمية وأنها لم تكن تعبيرا كما أشيع عن أنهم كانوا يقومون بعمليات الاغتيال التي كانوا يقومون بها تحت تأثير المخدرات وإنما تحت تأثير قيام زعيمهم "حسن الصباح" بعمل غسيل مخ وإرهاب لهم داخل قلعتهم الحصينة التي كانوا يحتمون في داخلها، وهو الرجل الذي كان من قبل صديقا لعمر الخيام، وعلى الرغم من أن عمر الخيام كان قد أنقذه من الموت، إلا أن حسن الصباح حين أرسل له كي يذهب إليه في قلعته ولم يستجب فما كان منه إلا أن أرسل أحد رجاله فقام بقتل حارس عمر الخيام وسرقة مخطوطه تاركا له ورقة بأن المخطوط أصبح مع حسن الصباح في قلعته ظنا منه أن عمر الخيام سيضطر للذهاب إليه أملا في استعادة المخطوط، لكن هذا لم يحدث، إلى أن مات حسن الصباح ثم نجا المخطوط من حريق إستمر سبعة أيام في قلعة الحشاشين عند اقتحامها.


وقد أتيح هذا المزيج العجيب للمؤلف من خلال قيام المستشرق الأمريكي بالبحث عن المخطوط الأصلي الذي يستحق المشقة من أجل العثور عليه.


وإذا كان المؤلف قد انتقل بالقارئ من "سمرقند" في "أوزباكستان"، إلى "أصفهان" في "إيران" خلال زمن "عمر الخيام"، فإن المؤلف من جديد قد قام باصطحاب القارئ بانسيابية إلى هذه المدن نفسها وإلى فرنسا وتركيا وغيرها بحثا من المستشرق الأمريكي عن المخطوط في الفترة التي انتهت بغرق الباخرة "تيتانيك"، وعبر هذا يجعل القارئ يتعرف على مؤامرات الساسة وتطلعات الشعب في إيران خلال تلك الفترة، مع تضفير كل هذا بعلاقة تجمع الأمريكي "بنيامين عمر لوساج" بالإيرانية "شيرين" حفيدة الشاه، التي رآها لأول مرة في تركيا، وودعته بمقولتها التي تظل تتكرر عبر لقاءاتهما من مدينة إلى مدينة ومن خلال ظروف مضطربة إلى ظروف مختلفة، فقد قالت له بينما هو مشدود بجمالها الذي يصفه بأن "وجهها الشمس، وشعرها ظل وارف، وعيناها عينا ماء عذب، وقامتها نخلة ممشوقة"، قالت له:"من يدري، قد يتقاطع طريقانا"، وإذا بنا مع مرور الأحداث نكتشف أن المعنى الذي حملته الجملة قد أخذ يتجاوز علاقة رجل أمريكي بامرأة إيرانية إلى العلاقة بين الشرق والغرب التي ينشغل بها قلم أمين معلوف، فوالد "بنيامين عمر لوساج ووالدته قد أطلقوا عليه إسم "عمر" بسبب حبهما لعمر الخيام الذي سرت كلماته عبر قصة حبهما، وفي جولات الإبن وراء المخطوط خلال عدة محطات تكرر لقاؤه بـ "شيرين" تجمعهما قراءة المخطوط وعلاقة حب على ضفاف كلمات رباعيات الخيام وسط أحداث كبرى تشهد محاولات أمريكية لدعم المعارضة الإيرانية، وتشهد تدخلا عسكريا روسيا وتشهد غليان ومواجهات ومقاومة، وقد جاء عبر السطور هذا الرأي العميق حين فشل الأمريكي في دوره على أرض إيران: "من شاء أن يتقدم بنا على إيقاع الغرب، فقد قادنا مباشرة إلى الغرق".


وحين يتزوج الأمريكي من الإيرانية ويقرر أن يبهرها ـ على طريقة البذخ الشرقي الذي كانت تعيش فيه ـ بشهر عسل على الباخرة الشهيرة "تيتانيك" في طريقهما معا للعيش بأمريكا، فإنهما على ظهر الباخرة قد فتحا مخطوط الرباعيات فإذا بهما أمام الرباعية التي قال فيها عمر الخيام منذ زمانه:

تسأل من أين لنا نفحة الحياة

فإن كان ينبغي اختصار قصة طويلة

قلت إنها تنبثق من أعماق المحيط

ثم يبتلعها المحيط "بغتة" من جديد


وقتها كرر الأمريكي عبارة كان قد رددها القبطان حول أن هذه الباخرة لا يمكن أن يقدر عليها أحد، فاعترضت "شيرين" الإيرانية بشدة على تكرار هذه العبارة. وقد غرقت الباخرة العملاقة في الليلة ذاتها وغرق معها المخطوط، لتنتهي الرواية بينما الأمريكي بعد خروجه مع الناجين من الغرق يتساءل حول ما إذا كانت "شيرين" قد رافقته بالفعل في الطريق إلى أمريكا أم لا. وكأنه يكرر بصياغة أخرى تلك الجملة التي كانت تتكرر بينهما "من يدري، قد يتقاطع طريقانا"، وكأن الجملة تشكك في إمكانية أن يتقاطع الطريق بين الشرق والغرب.


author-img
أنا إسلام وهبان، مؤسس مدونة "مكتبة وهبان" وقد أطلقتها لمحاولة استعادة دور المدونات الثقافية في نشر الوعي والتشجيع على القراءة ومتابعة كل ما يخص المشهد الثقافي والأدبي ومشاركة القراء اهتماماتهم وخبراتهم القرائية

تعليقات