القائمة الرئيسية

الصفحات

حماد عليوة: أصل الكتابة هي المتعة وشخصيات "الحي الإنجليزي" هي من حددت طريقة كتابتها



أكرم محمد


منذ بداية أولى المشاهد في رواية "الحي الإنجليزي" للكاتب حمادة عليوة، نكتشف أنها رواية مكان في حبكة تقطن بداخلها شخصيات متعدده و منذ هذه اللحظة طرحت السؤال الذي يجب أن يسيطر على وجدان كل من يقرأها: هل سيقدر الكاتب على تقديم كل هذه الشخصيات دون أن يهمل واحدة ويبنيهم بناءً عميقا وسليما ويخلق لهم خلفية سليمة في عدد صفحات قليل، هو صفحات بداية العمل؟


حماد عليوة؛ هو كاتب روائي مصري من مواليد القاهرة 1983، صدر له ثلاث روايات هما: "من أجل البلوند"، عن دار منشورات الربيع، و"الحي الانجليزي"، عن دار الرواق، و"أغسطس" عن مركز المحروسة للدراسات والنشر.


وفي حوار أجراته مدونة "مكتبة وهبان"، تحدث خلال حمادة عليوة، عن روايته الأحدث "الحي الإنجليزي"، وكواليس كتابتها، ورؤيته نحو الكتابة التاريخية، وغيرها من التفاصيل التي نعرفها فيما يلي:



- رواية «الحي الإنجليزي» تحتوي على صور من الكتابة التاريخية.. فكيف ترى الكتابة التاريخية وعلاقتها بالإبداعية؟ وهل تحب الجمع بين السرد التقريري، في الأجزاء التاريخية، والتخييل، أم لا؟


 التاريخ مهم جدًا لعرض بعض الصور؛ للمقارنة بين الماضي والحاضر، أما الأجزاء التقريرية أو طريقة العرض فتتوقف على موضوع الرواية؛ فمثلا حادثة "محمود أمين سليمان" حقيقية، لكن الأستاذ نجيب محفوظ وضعها في قالب درامي في رواية "اللص والكلاب" ليستطيع عرض الشخصية بلحمها ودمها.




- كيف ترى تأثير الكتابة التاريخية على القارئ للعمل في اللحظة الراهنة؟


أصل الكتابة هي المتعة، والرواية التي ترصد حقبة تاريخية -وهنا أقصد التاريخ الحديث - عندما تُكتب بصدق وبواقعية شديدة تكون أهم من كتب التاريخ المملوءة بالحشو والنظريات، مثلا (يوميات نائب في الأرياف) رواية من لحم ودم ترصد بواقعية شديدة حياة المصريين المهمشين، من خلال وكيل نيابة أُوفد لتطبيق القانون الفرنسي على الفلاح المتقشف.




- صورت في عديد من المشاهد في رواية "الحي الإنجليزي"، علاقة الرأسمالية والغرب بالدول النامية، وبالأخص الإفريقية، والشرق بوجه عام.. فكيف ترى هذه العلاقة؟ وكيف ترى موقعها من الرواية العربية؟


هذه القضية مهملة وربما لأنه كانت لي تجارب خاصة مع الأجانب، لاحظت أن الخواجات يستغلون انبهار العالم الثالث بكل ما هو (بلوند) أشقر، وقد استعرضت هذا الموضوع في رواية (من أجل البلوند).. ولكن الأجانب أُناس عاديون، منهم الذكي والغبي، لكن نحن من قدسناهم، واتخذنا منهم المرجعية الإنسانية والحضارية، رغم تفردنا بها في البداية.. لكن ماذا نقول.. عقدة الخواجة.




- كيف ترى موقع الرمز في الكتابة؟ 


الرمزية أحيانًا تأتي بنتائج عكسية، مثلا إذا كانت هناك شخصية استبدادية معروفة، فكتبت عنها وعن ملامحها وسلوكها، ثم وضعت نهاية مأساوية لها، ماذا سيكون تأثير ذلك على القارئ.




- في رواية «الحي الإنجليزي»، وهي رواية مكان، كان المكان بطلا، بل هو المحرك الأساسي.. فكيف ترى موقع المكان من الرواية؟ 


المكان له تأثيره على الإنسان، مثلا إذا وُلدت في حي ما وعشت فيه سنوات الشباب، ثم هاجرت سنوات، ثم عدت؛ أول شيء ستتفقده هو الحي، ستسأل عن الأشياء التي اندثرت، سواء كانت منازل أو أشجار، وستحس بالحزن لما آل إليه، وسيجلب لك ذلك الذكريات بحلوها ومرها.. الحي يمر بنفس المراحل التي يمر بها الإنسان، حتى يشيخ.. أنا تستهويني تلك النوعية من الكتابة، وتريحني أيضًا، وأحس بالمتعة أثناء كتابتها.



 

- الرواية تحتوي على شخصيات عديدة تكاد تصل المئة.. هل ترى أن تعدد الشخصيات من الممكن أن يؤثر على جودة الحبكة وتماسكها؟


إطلاقًا.. الرواية تمر بمراحل عديدة آخرها الكتابة.. المرحلة الأولى اختيار الموضوع، المرحلة الثانية اختيار الشخصيات، المرحلة الثالثة رسم الخط الدرامي.. ولكل مرحلة بحث منفصل.. لذا لكل رواية طريقة للكتابة، فلو مزجت الأجزاء الأربعة في جزء واحد لتاهت الشخصيات وأحس القارئ بشيء من الحيرة، وربما أغلق الرواية دون عودة. 



- رواية «الحي الإنجليزي» تكسر العديد من التابوهات.. فكيف تنظر إلى التابوهات في الفن؟ 


الرواية هي قطعة كاملة من الواقع، لا يجب أن تُقيد بأي شكل من الأشكال. مفهوم غريب أن يحكم قارئ على رواية لأن بها جنسًا أو سياسة أو دين، أصدق أنواع الفنون هي الرواية الحقيقية. 




- قدمت الشخصيات في رواية «الحي الإنجليزي» بعدة طرق.. ففي القسم الأول تنوع التقديم بين التقريرية، وشحذ مشاهد من الذاكرة ((Flashback))، وفي باقي الأقسام كان التقديم يعتمد على المشهدية، وسرد مشاهد من الماضي.. فهل تعمدت ذلك؟ 


 الشخصية هي من تحدد طريقة كتابتها منذ البداية، هناك شخصية مثل (ليلى فتمير) صعب جدًا أن أتكلم عنها كراوٍ عليم.. لا بد أن تتكلم هي عن نفسها؛ لأنني لم أعش حرب البوسنة والهرسك ولم أزُر البوسنة أصلا، فكيف أكتب عن شيء لا أعرفه؛ لذا طلبت منها أن تحكي عن نفسها. بالمناسبة ليست هناك شخصية ليست حقيقية في الرواية، ولكني أستخدم تكنيكا في تركيب بعض الشخصيات الناقصة.. المهم حكت هي عن نفسها، وأنا سردت بأسلوبي.



- هل مشروعك الأدبي، والفني مهتم بثنائية الشرق/ الغرب، الرأسمالية/ الدول النامية، أم أنك تنوي كتابة عمل بنيته لا تقوم على هذه الثنائية؟


طبعا مهتم جدًا بالكتابة عن ثنائية الشرق والغرب.. وبالمناسبة كتب عن هذه الثنائية كُتاب كبار، مثل الطيب صالح ويحيى حقي وسليمان فياض وصنع الله إبراهيم في روايته "الجليد".

author-img
أنا إسلام وهبان، مؤسس مدونة "مكتبة وهبان" وقد أطلقتها لمحاولة استعادة دور المدونات الثقافية في نشر الوعي والتشجيع على القراءة ومتابعة كل ما يخص المشهد الثقافي والأدبي ومشاركة القراء اهتماماتهم وخبراتهم القرائية

تعليقات