القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات طارق إمام.. كيف أصبحت "تريند" العيد؟



إسلام وهبان


على الرغم من أن أعمال الكاتب والناقد طارق إمام تُصنف على أنها كتابات جادة وتحتاج إلى نوعية معينة من القراء، ولكنها شهدت خلال السنوات الأخيرة رواجا كبيرا بين شرائح مختلف من القراء في مصر والوطن العربي، بل وأصبحت تنافس على قوائم الأكثر مبيعا في المكتبات، خاصة بعد وصول روايته "ماكيت القاهرة" للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية العام الماضي.



ومع أولى أيام عيد الأضحى المبارك، أصبحت أعمال طارق إمام، تريندا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وامتلأت صفحات القراء على موقع فيس بوك وعبر جروبات القراءة بأغلفة أعماله وترشيحات لقراءة رواياته بشكل لافت جعل العديد يتساءل - ومن بينهم طارق إمام نفسه! - عن سبب انتشار أعماله بهذه الصورة واهتمام عدد كبير من القراء بالاطلاع عليها أو ترشيحها.




كيف كانت البداية؟


من المعتاد مع حلول الأعياد وموسم الإجازات تزداد رغبة الكثيرين في قراءة أعمال أدبية جديدة أو طلب ترشيحات لكتب وروايات لقراءتها خلال فترة الإجازات، وخلال اول يومين من عيد الأضحى المبارك، نشر العديد صورا لروايات طارق إمام، بتعليق: "قراءات العيد" أو "رفقتي في العيد"، كما نشر عدد آخر "ريفيوهات" لأعمال "إمام" وكذلك مشاركة صورا لأعماله في مكتبة كل قارئ، خلال الفترة نفسها، وكان طارق إمام يحتفي بهذه المنشورات بإعادة مشاركة عدد منها على صفحته الشخصية على فيس بوك.






ومع تزايد عدد من يقرأ ويرشح روايات طارق إمام خلال الـ48 ساعة الاولى للعيد، بدأ عدد آخر من القراء والكتاب نشر كوميكس وصور تعبيرية فكاهية عن كثرة عدد من يقرأ أعمال طارق إمام في هذا العيد، وكان من أوائل من قاموا بنشر "ميمز" عن قراء طارق إمام، هو الشاعر ممدوح التايب، والقارئ فداء الرسول، صاحب المركز الثالث في تحدي أبجد للقراءة، وأحد أشهر القراء مؤخرا في جروبات القراءة، ليتسابق القراء والمهتمين بالثقافة في مصر على نشر كوميكس و"ميمز" ليتحول الأمر بعد ساعات من اليوم الثالث لعيد الأضحى إلى تريند ثقافي للاحتفاء بكاتب مصري متميز وأعماله.






التسابق بدون قوة دفع


اللافت في هذا التريند وعلى عكس تريندات السوشيال ميديا التي باتت تقتصر إلى حد كبير على الأخبار السلبية وفضائح وأزمات أهل الفن والثقافة، فإن ذلك التريند الثقافي الذي انتشر خلال الساعات الماضية، هو تريند إيجابي ويبشر بنقلة نوعية في اتجاهات القراء، والأهم أنه صنيعة القراء أنفسهم، حيث لم تقم إي دار نشر أو جروب قراءة أو حتى طارق إمام نفسه بدعوة القراء لنشر صور أو ترشيحات أو كوميكس عن قراءات أعماله أو الاحتفاء بها، على عكس كثير من التريندات الثقافية مؤخرا، والتي تكون فكرة أو برعاية منصة أو جروب أو جهة ثقافية معينة.







إمام التريندات


المتابع للمشهد الثقافي، يلاحظ أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصدر فيها الكاتب طارق إمام التريند الثقافي، فقد حدث ذلك مرات عديدة خلال العامين الماضيين، خاصة بعد صدور روايته "ماكيت القاهرة" عن منشورات المتوسط، حيث انتشرت بقوة صور توقيعاته المميزة الملونة للقراء، وتحولت صفحاتهم على فيس بوك لمعرض فن تشكيلي افتراضي يضم توقيعات طارق إمام، سواء بعد صدور الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، أو بعد حفلات التوقيع المتتالية التي أقيمت في العديد من المحافظات المصرية.







كما تصدر اسم طارق إمام بعد عدة أشهر عندما وصلت الرواية نفسها للقائمة القصيرة للبوكر العربية، وتوقعات الكثيرين بفوزها بالجائزة، واحتفاء آلاف القراء والنقاد والمنصات الثقافية بها رغم عدم حصولها على الجائزة، ليتحول طارق إمام إلى أيقونة ثقافية مصرية معبرة عن جيل كامل من الكتاب والمثقفين أصحاب التجارب الأدبية الجادة والهامة التي يتم تقديرها بعد سنوات من غياب الضوء عنها، ليصبح الاحتفاء بمثابة تكريم عن كل هذه السنوات من الإخلاص للأدب والكتابة.










author-img
أنا إسلام وهبان، مؤسس مدونة "مكتبة وهبان" وقد أطلقتها لمحاولة استعادة دور المدونات الثقافية في نشر الوعي والتشجيع على القراءة ومتابعة كل ما يخص المشهد الثقافي والأدبي ومشاركة القراء اهتماماتهم وخبراتهم القرائية

تعليقات