المكان 200 شارع الهرم، القضية بيع شقة الفنان أحمد زكي، في منطقة الهرم، والذي كان يتخذ منها مكتبه الخاص، بالمقتنيات التي كانت موجودة بها، المحامي ينفي بيع تراث أحمد زكى قائلا: تم بيع الشقة فقط، دون أي مقتنيات، وهو ما ثُبت في عقد البيع، مقابل 850 ألف جنيه، إذ أنه تم حفظ المقتنيات في غرفة خاصة من الشقة، دون تعرضها للإهمال أو عدم تصرف المُشتري الجديد، عقد بيع شقة الفنان الراحل، تم بين رامي بركات شقيق هيثم أحمد زكى من الأم، ومحمد هندي، مقابل 850 ألف جنيه، وهي مكوّنة من صالة وغرفة بباب أكورديون، و2 غرفة نوم، وحمام ومطبخ، على مساحة 156 متر مربع.
على الشاشة وائل الإبراشي يصرخ قائلا: هذا هو مصير مقتنيات أحمد زكى بعد رحيل ابنه، ويظهر في الكادر مكتب أحمد زكى في الهرم، شركة أفلام أحمد زكى ويظهر صور ووثائق أحمد زكى وهي مليئة بالأتربة وملقاة على الأرض في مشهد يشعرك بضياع تراثه وإهماله.
ها أنا في هذه اللحظة أقرر البحث والذهاب إلى شقة الفنان أحمد زكى بالهرم تبعد عن منزلي خطوات قليلة، اصطحبت معي ابنى الصغير آدم وذهبنا وصعدنا سلالم العمارة القديمة التي تحتفظ بيافطة مكتوب عليها شركة أفلام أحمد زكى، وجدت أمام الباب كراكيب كثيرة وأوراق وزجاجات فارغة، شعرت بالحزن، خشيت أن تكون جزء من هذه الأوراق الفنية التي عاش من أجلها أحمد زكى ملقى أمامي الآن، طرقت الباب فوجدت عمال يقومون بتنظيف الشقة، استأذنتهم في رؤية فقط المكان، قلت لهم إنني أقيم بنفس العمارة وأخذت جولة سريعة بين جدران الشقة.
وجدت أحمد زكى يحتفظ بملابس أعماله وعلى كل ثوب صور العمل الفني الذي ارتداه وسرير عريض متهالك بجوارها، في غرفة أخرى مكتب ملئ بالأوراق التي تؤرخ للشقق التي امتلكها، وثائق أفلامه، خطابات من الجمهور إليه، ألبومات صور عديدة، أجندات لمواعيد أعماله.
هناك غرفة أخرى تحمل طاولة بيضاء حولها عدد من الكراسي والعديد من السيناريوهات في ملفات على حوائطها، وهناك غرفة ملحقة بالمكتب عبارة عن مكتب وكرسين وتتطل على شارع الهرم الرئيسى، وهناك مطبخ وحمام، وسقف يعانى من الإهمال.
خرجت من الشقة لأعرف أن المشترى على الورق ما هو إلا مشتري وهمي، وأن المشترى الحقيقي لهذه الشقة هو النائب عمرو هندي الذى صار عضو بمجلس الشعب بعد شرائه هذه الشقة بكل ما فيها من مقتنيات وأوراق ووثائق، هاتفته وأنا داخل الشقة..
وقال لي: نعم أنا مشترى الشقة ومحمد سامى كان وكيل عنى نتيجة لسفري وكنت أعلم أن هذه الشقة تخص الفنان أحمد زكى قبل شراءها وأنا من عشاق الفنان أحمد زكى ولا أعلم سر ضيق الناس من شرائي هذه الشقة، أنا اشتريت أيضًا سيارات هيثم أحمد زكى.
انتهت رحلتي داخل المكان لتبدأ أسئلة جديدة عن أوراق أحمد زكي ومقتنياته ولغز بيع هذه الشقة بهذا الثمن البخس، فهي وفقا لكل التقديرات تستحق نحو مليون و200 ألف جينه فلماذا بيعت بهذا الثمن وسر التفريط في مقتنياتها وخرجت منها وذهبت لأبحث عن تاريخ هذا المكان الذى هو وفقًا لوثائق أحمد زكى، اشتراه عام ،1984 وفي يوم الثلاثاء الموافق 30/10/1984، ذهب لمصلحة الشهر العقاري لتوثيق العقد وقتها كان الفنان أحمد زكى مقيم برقم 6 شارع الجزائر بالمهندسين، وتم هذا البيع والإسقاط والتنازل مقابل ثمن إجمالي قدره 17 ألف جينه وفقًا لمحضر التوثيق، وينص العقد على أن الشقة 4 بالدور الأول فوق الأرضي وتتكون من 3 غرف نوم وطعام وصالون وصالة معيشة ومطبخ وحمام.
بالطبع هذه الشقة هي جزء من أحلام أحمد زكى وقد روى لي الفنان الراحل هادى الجيار أن الفنان أحمد زكى اصطحبه بسيارته وذهب به لهذه الشقة قائلا أخيرا اشتريت شقة. كان سعيد فرحان، علق أحمد زكى عليها "أفلام أحمد زكى".
وهي لافتة حط عليها السواد وقت زيارتي، ولطختها الأتربة حتى أخفت زرقتها، ولكن ظل الاسم محافظًا على بريقه، لم يختفِ وسط ضجيج أضواء إعلانات المحال الكبرى، والمطاعم المتاخمة لمقر الشركة، التي أسسها الراحل أحمد زكى تحت عنوان "شركة أفلام أحمد زكى "، كان أحمد زكى يحلم بإنتاج السينما التي يحلم بها لكنه فشل كمنتج فلم يكن من الناس الذين يجيدون حسابات الربح والخسارة، كان حلمه الوحيد صنع سينما جيدة، وقد أزال هذه اليافطة المالك الجديد.
جزء من كتاب "أحمد زكي.. القصة الحقيقية" للكاتبة هانم الشربيني، والذي من المقرر صدوره قريبا
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك أو أرسل رسالة للكاتب